فنون الرسم
الرسم هو تعبير تشكيلي يستلزم عمل علاقة ما على سطح ما، وهو التعبير عن الأشياء بواسطة الخط أساساً أو البقع أو بأي أداة. و هو شكل من اشكال الفنون المرئية : الفنون التشكيلية وأحد الفنون السبعة. والرسم قد يكون تسجيلاً لخطوط سريعة لبعض الملاحظات أو المشاهد والخواطر لشكل ما في لحظة معينة، وقد يكون عملاً تحضيرياً لوسيلة أخرى من وسائل التعبير الفني، ولكنه في أحيان كثيرة ما يكون عملاً فنياً مستقلاً قائماً بذاته
الأحد، 31 أكتوبر 2010
الأبرو
يقول الفنان التركي وأستاذ فن الأبرو «حكمت بارودجي جيل» عن هذا الفن: إنه ليس فقط الفن الظريف، بل هو الفن الذي يقدم ويعرض علينا جماليات مثيرة لعالم دقيق وصغير لا يري بالعين المجردة. وهو أيضاً الفن اليدوي التاريخي المعبر عن حقيقة غير قابلة للجدل والنقاش عند الشغوفين والباحثين عن الجمال،عرف أتراك تركيا فن الأبرو في موطنهم الأصلي بآسيا الوسطي وجنوب القوقاز قبل قدومهم لهضبة الأناضول في القرن الرابع عشر الميلادي. ويعد فن الرسم بالألوان المزركشة علي الورق أو القماش أو الزجاج والسيراميك والقيشاني من بين الفنون الشعبية التقليدية التي تنتشر بآسيا الوسطي والقوقاز منذ القرن التاسع الميلادي وهضبة الأناضول بتركيا. وترجع المصادر التركية فن الأبرو للأصل الآسيوي. ويقول الفنان التركي المعاصر حكمت بارودجي جيل: إن موطن فن الأبرو الأصلي مدينتا بخاري وسمرقند، انتقل من آسيا الوسطي لإيران، ثم جاء للأناضول عبر حركة التجارة النشطة علي طريق الحرير.
أما عن أصل كلمة «أبر» فهي فارسية تحمل معني السحاب، بينما تعني كلمة أبرو أو أبري حاجب العين، وقد تحركت الكلمة في لسان الناس من أبر إلي أبرو وأبري بمرور الزمن. أما عند الأتراك فهي تعني أيضاً حاجب العين، والورق الملون والمجزع أو الورق والقماش الملون بألوان مختلفة بشكل مموج يشبه حاجب العين، أو ألوان حجر الرخام. كما تأتي في التركية بمعني الورق أو القماش الملون الذي يستخدم في تغليف الكتب والدفاتر.
انتقل هذا الفن لأوروبا في القرن السابع عشر الميلادي مع قدوم الرحالة الأوروبيين لزيارة الدولة العثمانية، حيث أطلق عليه تعبير «الورق الرخامي» وفي بعض الأحيان يسمي بالورق التركي. وقد ظهر أول كتاب يتحدث عن فن الأبرو في أوروبا بمدينة روما بإيطاليا عام ،۱۶۴۶ تحت عنوان «الورق التركي» لا يتوقف فن الأبرو علي الرسم فوق الورق والقماش فقط بل يستخدم أيضاً كأشكال جميلة ترسم فوق القطع الخشبية والسيراميك والقيشاني والشمع. ومن ثم هناك أشكال وأنواع مختلفة لهذا الفن تنطلق من أسماء الزهور والورود التي أقيم عليها هذا الفن عبر تاريخه الطويل، فهناك أبرو الورد والزهور، مثل «زهور الياسمين واللاله والقرنفل والسنبل»، ويطلق عليه أيضاً اسم أبرو نجم الدين؛ لأن مستحدثه كان الفنان الراحل نجم الدين أوقياي. وهناك أبرو بطال والأبرو القديم وأبرو التمشيط وأبرو الخطيب أو «شرقي فلك» الذي ينسب لمحمد أفندي خطيب جامع آيا صوفيا الذي اشتهر بهذا النوع. ولعمل لوحة ورقية من الأبرو يلزم وجود حوض من الزنك أو الخشب بأبعاد ۴۰ * ۵۰سم وارتفاع ۵-۶ سم، ومسحوق الألوان وفرشاة وإبرة ومشط خاص وورق وشعر «خاصة شعر ذيل الحصان» أو سلك رقيق، حيث توضع الورقة أو قطعة القماش في الحوض، ويسكب الماء عليها لملء الحوض، ثم يتم رش الألوان علي سطح الماء وباستخدام الفرشاة والسلك أو الشعر الرفيع يتم تحريك الألوان لجهتي اليمين والشمال ولأعلي ولأسفل حتي يتم الحصول علي الشكل المطلوب، وبعدها يتم رفع الورقة أو قطعة القماش من الحوض ومن أطرافها، وتترك للجفاف حيث يظهر بعدها الشكل المرغوب فيه من الأبرو.
وقد ذكر في الموسوعة الإسلامية «بالتركية» إن حوضا واحداً ممتلئا بمسحوق بودرة ألوان «في الوقت الحالي تستخدم بويات ودهون سنتاتيك» يكفي لإنتاج عدد ۶۰۰ ورقة من الأبرو، كما يعد هذا الفن من الفنون التي لا يمكن تكرار نماذجها أو تقليدها، بل يمكن عمل نماذج مقاربة فقط، ذلك أن درجة الألوان وحساسية يد الفنان تختلف من يد لأخري. لا شك أن التراث الفني والثقافي الذي تركه السلاجقة والعثمانيون ما زال يمثل قوة الدفع والمحرك الأساسي لمعظم الفنون التركية المعاصرة. ولقد استخدم هذا الفن اليدوي بشكل واسع في العصرين السلجوقي «۱۰۷۰-۱۲۹۹م» والعثماني «۱۳۰۰-۱۹۲۳م» لتزيين وتلوين أغلفة الكتب والدفاتر، وكذا في تزيين لوحات الخط الإسلامي. ومن ثم يعد ازدهار أو تراجع هذا الفن اليدوي التقليدي مرتبطاً برواج فن الخط الإسلامي أو الاهتمام به؛ ذلك أن الخطاطين كانوا وما زالوا أكثر الناس شغفاً بهذا الفن، وتعد الكتب والمخطوطات التي ترجع للعصرين السلجوقي والعثماني والموجودة بمكتبات السليمانية وبايزيد والفاتح والبلدية.. الأدلة المادية المقنعة علي الانتشار والاهتمام والرعاية الكبيرة التي أوجدها هذا الفن التاريخي عند المسلمين. ومن مشاهير فن الأبرو في العصر العثماني تطالعنا أسماء مثل محمد أفندي خطيب جامع آيا صوفيا «۱۷۷۳م»، الشيخ صادق أفندي «۱۸۴۶م»، وإبراهيم أدهم أفندي شيخ الأوزبك بتركيا «۱۹۰۴م»، وفي القرن الماضي الخطاط سامي أفندي «۱۹۱۲م»، وساجد أوقاي «۱۹۱۵م»، وسامي نجم الدين أوقياي «۱۹۳۳م»، والخطاط عزيز أفندي «۱۹۳۴م»، وعبد القادر قدري أفندي «۱۹۴۲م»، ونجم الدين أوقياي «۱۹۷۶م»، والخطاط أمين باران، وفي الوقت الحالي الفنان حكمت بارودجي جيل وزوجته فوسون بارودجي، والخطاط محمد أوغور درمان.
بعد الإهمال الذي تعرض له فن الأبرو بزوال الدولة العثمانية «ألغيت عام ۱۹۲۳» التي كان سلاطينها وباشاواتها وأميراتها يرعون الفنون بشكل بارز؛ عاد هذا الفن لينتشر من جديد علي أيدي فنانين أتراك في الربع الأخير من القرن الماضي. ومن الأدلة علي الاهتمام الذي يوليه أتراك اليوم بهذا الفن أن وضعت ستارة ضخمة من القماش ورسوم الأبرو عليها اسم بلال أردوغان، ابن طيب أردوغان رئيس الحكومة التركية وعروسه ريان، كخلفية للمسرح الذي شهد التوقيع علي عقد الزواج يوم ۱۰-۸-.۲۰۰۳
ويقول حكمت بارودجي: إنه حين كان يتلقي دروس علم المخطوطات عام ۱۹۷۱ علي أيدي الفنان والخطاط الراحل أمين باران، وجده غاضباً من إهمال الدولة لهذا الفن التقليدي، وحين ذهب لمكتبة السليمانية بإستانبول للاطلاع علي المخطوطات شد انتباهه الزخارف والألوان التي تحيط بأغلفة الكتب، فعرف أن هذا هو فن الأبرو. ويضيف: مع ملاحظة أن أمين باران «۱۹۸۷م» شغفا بهذا الفن أرسلني للفنان مصطفي دُزجون مَان «۱۹۹۰م» في دكانه بحي أسكُدار بإستانبول لأجده يدير تجارة للعطارة، وكان غاضباً هو الآخر من تدهور وضعية هذا الفن وعدم الاهتمام به، فلم أحصل علي ما أريده منه ولكني سعيت بكل ما أملك وبجهودي لتعلم هذا الفن وإعادة الاعتبار له، وبعد مشوار طويل لإعادة الاعتبار لهذا الفن الأصيل أقيم قسم لتدريس فن الأبرو في أكاديمية الفنون الجميلة في مطلع التسعينات بجهود من الفنان حكمت بارودجي جيل، وهو الفنان الذي ما زال يعلم الأجيال التركية هو وزوجته حتي اليوم أصول هذا الفن الحديث القديم.
ويري بارودجي أن مقولة «معرفت إلتفاته تابعدر: أي المعرفة ترتبط بالشغف» التي ورثناها من العصر العثماني كانت دافعا ومعبرا عن حالة الاهتمام والشغف التي أولاها أبناء ذاك العصر للفنون، ومن بينها فن الأبرو. وبجهود الفنان حكمت بارودجي وقسم الأبرو بأكاديمية الفنون التركية أقيم أول مؤتمر دولي للأبرو في إستانبول عام .۱۹۹۷
الراية
بعض الصور :
الرسم بالألوان المائية
تتميز هذه التقنية بسرعة جفاف اللون، حيث تستخدم بإضافة الماء مما يجعل الألوان تحتفظ بشفافيتها ونضارتها، فالماء هنا يقوم بمهمة تخفيف درجة الألوان، ومع استخدام الفرشاة تتاح للفنان إمكانيات هائلة من التعبير. والفنان يبدأ الرسم بالألوان الفاتحة ومنها ينتقل إلى الألوان الأكثر دكانة، مع المحافظة على المظهر الرطب لمادة اللون لأن جمال الألوان المائية يتوقف على شفافية مادتها، وترجع جذور الرسم بالألوان المائية إلى عصور الفراعنة، أما رسوم الألوان المائية بالمفهوم الحديث فقد عرف منذ عام 1400 م، وقد إستعملت في العصور الكلاسيكية حتى نهاية العصور الوسطى في أوروبا، وتكاد تكون معظم الرسومات الإيضاحية وزخرفة المحظوظات الزاهية في العصور الوسطى قد نفذت بالألوان المائية.
بعض المرسومات :
السبت، 30 أكتوبر 2010
الرسم بالرصاص
إستخدم قلم رصاص فيما بعد عصر النهضة في الرسم حيث كان شائع الاستعمال بكثرة في أوائل القرن السابع عشر حينما أستخدمه فنانو هولندا كأساس لرسومهم بالألوان المائية، كما أستخدمه فنانو إنجلترا أيضاً في صورهم الدقيقة، وقد إنتشر استخدام القلم الرصاص لفترة طويلة قبل البدء بالتلوين بالألوان المائية، وقد أصبح استخدامه في القرن التاسع عشر وسيلة أساسية واضحة في الرسم. والرصاص خامة معروفة جيداً حتى لغير الفنانين، وهو من جمال الخط ونقاءه بحيث يدرب العين واليد على دقة الملاحظة، وهو من الوفرة والتنوع بين الصلب والطرى ويمتاز بتنوع درجاته من الرمادي حتى يقترب من الأسود، والرسوم المنفذة بالرصاص لا تضاهيها في الدقة إلا الأقلام ذات السن الفضي. والجرافيت هي المادة الداكنة التي توجد في قلب قلم الرصاص وتكون مكسوة بالخشب، ومثلها مثل الفحم فهي مادة مخلقة صناعيا، وتتحدد درجة صلابة الجرافيت بكمية المادة المتماسكة التي تضاف إلى مسحوق الجرافيت أثناء التصنيع, فكلما زادت هذه المادة زادت صلابة الجرافيت.
ويتميز القلم الرصاص بالمدى الهائل من التأثيرات البصرية التي يمكن للفنان التعبير عنها بواسطته.. فباستخدام القلم الرصاص، والضغط المطرد، يمكن الحصول على خط، يسجل بحساسية أدق الإختلافات تنوعا، للتوتر العضلي، أثناء تحريك اليد، أما باستخدامه بزاوية حادة على الورق، فإن المساحة التي يتركها القلم من الفحم على الورق تصبح أوسع، ومن هنا فإن التنوع في السمك سيصبح أكثر وضوحا، وسيتوقف التنوع هنا ليس فقط على التوترات العضلية، بل وأيضاً على النوعية الملمسية للورق، كما أن هناك طرق لاستعمال الخطوط في مجموعة مختلفة، تحدث تأثيرات ملمسية للإيحاء بدرجة لونية معينة، ومن هذه الطرق التهشير المتوازي ومن مميزات هذا الأسلوب فعاليته في إبراز الدرجة اللونية، والطريقة الثانية هي التهشير المتقاطع.
تتعد أنواع قلم الرصاص ،وعددها إثنى عشر نوعاَ وهي :
H1 - H2 - H3 - H4 - H5
B1 - B2 - B3 - B4 - B5
HB - HB2
و تشير تلك الرموز التي تكون مطبوعة مؤخرة القلم على نوعه، حيث يشير الحرف H إلى درجة الصلابة (خط رمادي)، والحرف B إلى درجة الليونة (خط أسود).
بعض المرسومات :
بعض المقاطع :
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)